بالصور.. من الفاطميين إلى عبدالناصر.. حكاية كسوة الكعبة المشرفة وأفراح رحلة المحمل من مصر إلى أرض الحجاز
الكسوة
بمجرد أن أعلن الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس أن غدًا الأربعاء تسليم كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبد القادر الشيبي، استثار نفوس المسلمين -المصريين منهم خاصة- مشاعر الاشتياق إلى بيت الله الحرام، والتبرك بكعبة الله المشرفة.
لذلك أثرنا أن نؤجج جزءا من هذه المشاعر بالحديث عن كسوة الكعبة المشرفة ودور مصر الكبير فيها منذ قرون.
وقد يعتقد البعض أن نبي الله إسماعيل نجل أبو الأنبياء إبراهيم "عليهما السلام" هو أول من كسا الكعبة ولكن هذه المعلومة تعوزها الدقة لأنه ليس من الثابت تاريخيا من الأساس ما إذا كان إسماعيل عليه السلام كساها جزئيا أم لم يتم كساؤها، على اعتبار أنه لم يؤمر بذلك.
ولكن من الثابت تاريخيا أن الملك اليمني أسعد تبع أبي كرب ملك حمير، هو أول من كسا الكعبة المشرفة بشكل كامل في العام 220 قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
لذلك أثرنا أن نؤجج جزءا من هذه المشاعر بالحديث عن كسوة الكعبة المشرفة ودور مصر الكبير فيها منذ قرون.
وقد يعتقد البعض أن نبي الله إسماعيل نجل أبو الأنبياء إبراهيم "عليهما السلام" هو أول من كسا الكعبة ولكن هذه المعلومة تعوزها الدقة لأنه ليس من الثابت تاريخيا من الأساس ما إذا كان إسماعيل عليه السلام كساها جزئيا أم لم يتم كساؤها، على اعتبار أنه لم يؤمر بذلك.
ولكن من الثابت تاريخيا أن الملك اليمني أسعد تبع أبي كرب ملك حمير، هو أول من كسا الكعبة المشرفة بشكل كامل في العام 220 قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
والكسوة مصنوعة من 658 كيلو جراما من الحرير الطبيعي وتتراوح تكلفة إنتاجهاالآن ما بين 17 و20 مليون ريال سعودي وتخرج من تحت أيدي أكثر من 240 عاملا يعملون على إنتاجها سنويًا.
وكما ذكرنا، فإن تبع ملك حمير هو أول من كسا الكعبة، ثم أخذت قريش فيما بعد تتولى هذه المهمة وكانت تقسم أموال كسوة الكعبة على بطونها الكبرى باعتبار أن الكعبة كانت رمزا دينيا يجلب لهم الحجيج من جميع أنحاء الجزيرة وينشط كذلك حركة التجارة ويحفظ لقريش مكانةدينية دونها أي مكانة أخرى، وكان ذلك يتم في يوم عاشوراء.
وبعد فتح مكة وفي أول عام يحج المسلمون في العام التاسع من الهجرة، أصبحت كسوة الكعبة مهمة بيت المال في المدينة المنورة.
والقباطي نسبة إلى قبط مصر، وكان المصريون ماهرين في نسج أفضل وأفخر أنواع الثياب والأقمشة، لكن مع بداية الخلافة الأموية أصبح التركيز أكثر على أقمشة الشام التي كانت تكسو الكعبة مرتين في العام مرة في يوم عاشوراء، ومرة في شهر رمضان.
ولم يختلف الأمر كثيرا في عهد الدولة العباسية، فمصر دائما كان لها دورها المميز في صنع كسوة الكعبة وتحديدا مع بداية الخلافة الفاطمية وكانت الكسوة بيضاء اللون، أو هكذا أصر الخليفة الفاطمي العزيز بالله في عام 381 هجرية، فقد ارتبط إصرار الفاطميين والمماليك من بعدهم بكسوة الكعبة لأسباب سياسية تتعلق ببسط النفوذ والسيطرة الذي يضمنهما وقوع الحرمين تحت سلطتهم، وقد برز ذلك في مواصلة مصر على إرسال الكسوة طوال عهد المماليك.
ولكن تكررت المحاولات بعدها بعشرات السنين، لكن أمير مكة كان يمنع دخول المحمل على اعتبار أن هذا الشرف خاص بالمصريين فقط.
ولأن تكلفة كسوة الكعبة كانت مرتفعة للغاية، فقد أمر السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون حاكم مصر بوقف خراج قريتين بالقليوبية هم قرى باسوس وأبو الغيط، لهذا الشأن ولكن العائد لم يعد يكفي بعده بسنوات طويلة، لكن السلطان سليمان القانوني سلطان الدولة العثمانية التى انتزعت مصر من المماليك، أمر في أثناء زيارته لمصر بوقف خراج 7 قرى أخرى إلى جانب القريتين ومع ذلك لم يكف العائد فتم رفع الضرائب على أهالي تلك القرى، إلى أن آل الحكم في مصر للوالي محمد علي باشا الذي أمر بأن تخرج نفقة تصنيع كسوة الكعبة من خزينة الدولة التي آلت إليها كل الأوقاف وتأسست لهذا الشأن دار الخرنفش بحي باب الشعرية بالقاهرة لتصنيع الكسوة.
وتقفى ذكرى دور مصر في هذا الشرف العظيم لقرون خالدة من الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق